الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية باسل ترجمان يعلّق بخصوص توصيف حزب الله انه منظمة ارهابية ، ويؤكد بأنه إرضاء السعودية ..

نشر في  09 مارس 2016  (11:31)

أثار البيان الصادر عن الدورة 33 لمجلس وزراء الداخلية العرب الذي انعقد مؤخرا في تونس، زوبعة شعبية وسياسية عارمة في البلاد، وذلك بعد أن صنّف حزب الله اللبناني تنظيما ارهابيا وتحدث عمّا سمّاه «الممارسات والأعمال الخطرة التي يقوم بها حزب الله الإرهابي لزعزعة الأمن والسلم الاجتماعي في بعض الدول العربية -وفق ما جاء في نص البيان».

ولعلّ موجة الاستنكار والتنديد الحادة التي ما زلنا نعيش على وقعهما منذ إصدار البيان، كانت بالأساس نتيجة لتبني تونس ما جاء فيه من توصيف لحركة المقاومة الإسلامية على أنها إرهابية، وهو ما اعتبر رضوخا للكيان الصهيوني الغاشم وإرضاء لبعض الدول التي تربطها علاقة عداوة مع حزب الله المقاوم.

وتحصل هذه التطورات تزامنا مع تصريح شخصي من الأمين العام لحزب الله وهو حسن نصر الله ظهر الأحد أشاد فيه كثيرا بالموقف التونسي بين شعبي ورسمي ونقابي واعلامي معتبرا اياه موقفا مشرفا يحمل بين طياته الكثير من التضامن.

وفي هذا الاطار قال الباحث والإعلامي والخبير في الجماعات الإسلامية والإرهابية باسل ترجمان ، إنّ البيان الصادر عن مجلس وزراء داخلية العرب كان من أجل إرضاء السعودية التي تعاني من أزمة سياسية واضحة المعالم جرّاء نتائج سياسات اختارت السير فيها خلال الثلاث سنوات الماضية.

ومن بين هذه السياسات -خاصة- دخولها في حرب في اليمن والإصرار على فرض تغيير بالقوة في سوريا رغم قناعة الدولة باستحالة الوصول إلى تلك النتيجة، وتخلي الأطراف التي كانت أساسا تدعم إسقاط النظام السوري وأولها الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية المراهنة على إسقاط ذلك النظام وتكرار سيناريو ما حصل في ليبيا على الأرض السورية.

وفي ذات الشأن المتعلّق بالحديث عن سوريا، قال محدّثنا إن النظام التابع للأخيرة وجد حلفاء له استطاعوا دعمه في مواجهة الجماعات العسكرية والإرهابية التي حاولت إسقاطه، والتي انتهت بتحوّلها إلى مجموعات تهدّد الأمن والسلم الدوليين في منطقة الشرق الأوسط.

وأشار إلى انّ سوريا أصبحت نتيجة لذلك قاعدة ارتكاز لتنظيمي داعش والنصرة الإرهابيين، اللذين تحوّلا إلى قوّة حقيقية لا تهدد فقط سوريا بل تهدد كذلك أوروبا والمصالح الإستراتيجية في البحر الأبيض المتوسّط. وتابع قائلا « زد على ذلك انّ نجاح طهران في فكّ عزلتها الدولية والتناغم مع المجتمع الدولي في توقيع الاتفاق النووي زاد من الإحساس السعودي بتوسع عزلته دوليا أو إقليميا.

وبالتالي فإنّ محاولة السعودية إنشاء تحالفات عسكرية في فترة قياسية هي في حدّ ذاتها محاولة لكسب معنوي للسياسة الخارجية لها في مواجهات المتغيرات والتحديات في المنطقة.» أمّا في ما يخصّ تبني تونس للبيان الذي وصّف حزب الله انه منظمة إرهابية، فاعتبر باسل ترجمان انّ الاصطفاف الذي قامت به تونس بدعم البيان المذكور أظهر انعداما كبيرا في التنسيق بين وزارات السيادة في تونس، وغياب التلاحم والتضامن الحكومي في القضايا الكبرى.

وتطرّق في حديثه إلى الغضب الشعبي والسياسي الكبيرين الذي حظيت به مساندة تونس لذلك البيان، على اعتبار أنّ حزب الله في نظر الشارع التونسي ـ رغم أنّ هنالك تباينا واختلافا كبيرين مع الحزب في توجهاته الفكرية والعقائدية ـ قوّة مقاومة حقيقية في مواجهة إسرائيل ومخططات واشنطن في تقسيم المنطقة ونشر الحروب الأهلية فيها تحت شعار ما يسمى بربيع الخراب العربي على حدّ تعبيره.

أمّا في ما يخص نتائج البيان على المنطقة، فاعتبر المحلل السياسي ترجمان أنه مثل كل البيانات الصادرة عن قرارات الجامعة العربية لا يساوي ثمن الورق المكتوب عليه، ولكنه للأسف سيساهم في تعميق الانقسام بين الأطراف العربية ويزيد من رفع منسوب الخطر المتعلّق بالتقسيم الطائفي بينهم.

واعتبر محدثنا انه من الضروري تفهم مخاوف السعودية وتهدئتها، على اعتبار أن تحميلها انعكاسات الصراع الكبير الذي يشق المنطقة لا يخدم بأي حال من الأحوال الحدّ الأدنى المطلوب من التضامن العربي الذي دخل مرحلة الانهيار التام، مشيرا إلى أن استمرار قسمته سيدفع الأطراف العربية إلى تحالفات مشبوهة مع العدوّ الأساسي للعرب في مواجهة بعضها البعض.

وختم باسل ترجمان قائلا إن الخطر المحدق اليوم هو تكرار أخطاء أمراء الأندلس قبل سقوط غرناطة..

منارة تليجاني